منشورات المدونة

الأحد، 15 يوليو 2012

يسقط يسقط والسلام !




يُخيل إليَّ أن الرئيس محمد مرسي لم يمر بلحظات مُحرجة تلعثم فيها لسانه عن الرد قدر ما حدث له بالأمس !
فربما سألته الوزيرة كلينتون عن سبب تجمهر البعض ضد وجودها في مصر ، فأي ضيفٍ يحل ببلدٍ يكونُ على درايةٍ تامةٍ بمن يرحب به وبمن يرفض تواجده ، وهي كوزيرة لأكبر دولة في العالم لابد أنَّ ورائها جيشٌ جرارٌ من العسس والبصاصين أسرُّ لها أن هناك بعض المعارضين لزيارتها ، وبدورها لابد أن تسأل ربَ البيت أو المُضيف لها ، أو رئيس البلد المضيف السؤال التالي:
 Who are those who refuse my presence
وهنا أحمل همَّ الرجل على قلبي ! فبماذا سيجيب !! هل سيضحك ضحكة المُحرج ويقول لها :
It is Mr. Okasha and Mr. Abu Hamed
ولو تساذجت السيدة وتمادت في استهبالها وأردفت قائلة:
It is this Aekashh as Abu Hamid
وهنا لابد للرجل أن يتمعر وجهه خجلا ، فبماذا سيعرَّف لها الرجلين ، هل يقول لها إنه عكاشة أبن أم عكاشة ذلك الطفل المدلل الذي ملئت صور تقبيله يد السجين صفوت الشريف أغلب المواقع الإخبارية ، أبن امرأة لم تجد لأبنها عملا فدشَّنت له قناة يقذف من خلالها المارة !
هل يقول لها: وهذا زميله أبو حامد الابن الغير شرعي للملياردير النصراني "نجيب ساويرس" ذلك الرجل الذي بدأ حياته حافظا للقرءان الكريم ثم سرعان ما تخلى عنه أمام بريق المال ورنين الدنانير ، وكما بدأ حياته بشيء جلل سينهيها بفعل جلل ، وهو أنه سيرتد عن دينه بعدما أرتد عن أخلاقه ومعتقده !
أم يقول لها: هؤلاء قوم لم يفلحوا في التحالف معكِ ضد دينهم ووطنهم فلم يجدوا حيلةً إلا الكذب على الناس بعدما أمعنوا الكذب على أنفسهم ! فتمرغوا في التراب أمام فندق (الفور سيزون) ، وهي طريقة قديمة لجذب الانتباه يسلكها دائما الأطفال محدودي الذكاء.
أم يقول لها هؤلاء أتباع المجلس العسكري الذي ستجتمعين مع رئيسه بعد سويعات قليلة ، والذي هو لحم أكتافه من المعونة الأمريكية - وارد بلادك - والتي ترميها له الإدارة الأمريكية أول كل عام ومنذ 1977 وإلى الآن لم يرَ الشعب المطحون منها "سحتوت" واحد.
ولكن ولو قال بعضه وأعرض عن بعض منه ، ولو حارب الخجل وتحدى الكسوف قدر المستطاع ، هل ستفهم السيدة كلينتون كل هذه التعريفات ! أظنها لم تمر بها معارضة من هذه النوعية من قبل ، ففي بلادها الحزب الخاسر ينضم إلى صفوف المعارضة على الفور ، فما يكون منه إلا أن يرأب أصداع الحزب الحاكم ، ويحاول سد النقص الذي ينساه سهوا أو يتركه عمدا ، المهم في النهاية هي مصلحة المواطن ومصلحة الوطن ، وطبعا لا ينسى تسديد اللكمات الإنتقادية من حين لأخر للحزب الحاكم ، لكنها إنتقادات غير ضارة بالصحة العامة أو الخاصة .
أما أن يتصيد الخاسر أخطاء الفائز فإن لم يجد أخطاءً أصطنعها له وفصَّلها على مقاسه ، فهذا مستبعد تماما . أو يكذب ويلفق له التهم الكاذبة ويتقول عليه ليس لأي سببٍ سوى إسقاطه والسلام ، فهذا ليس مستبعد في السياسة الأمريكية أو الأوربية أو العالمية بل مُحال الوقوع ، ولو حدث سيحاكم أرباب هذا المسلك بتهمة الخيانة العظمى ، فتقويض إرادة الشعب جريمة ، وإسقاط مرشح الشعب – بدون سبب – جريمة كبرى ، خاصةً إن كان المسقط لا يحمل أي قضية من قضايا وطنه إلا أنه يطبق سياسة "فيها لأخفيها"
   وإلا سألت الدولة صاحب الاعتراض ، لماذا تعترض ! فلربما يحمل قضية لا ينتبه إليها الشعب الذي اختار الحكومة ، وهنا نسأل الأخ أبو حامد والأخ عكاشة ، لماذا تعترضان على الرئيس ؟
وأتحداهما أن يجدا جوابا مقنعا ، فهل يكون جوابهما (نخاف) أن يحول البلد إلى دولة الإخوان ! (نخاف) أن يكون سببا في تقسيم مصر ، (نخاف) أن يحاصر حرية الإبداع والصحافة والحريات العامة ، (نخاف) .. وإلى آخر القائمة الساذجة المُفتعلة والمكذوبة على الرجل وجماعته ، ونلاحظ هنا استعمال كلمة (نخاف) أي على اعتبار ما سيكون ، أي أن خطأ لم يقع بعد ، وهنا الخيانة العظمى للشعب ولمصلحة الشعب الذي اختار ، طالما أن التهمة بدون أدنى قرينة ، إذن هي تهمة باطلة إن كان شيء من ذلك لم يحدث ، ولو كان الفاعل شخصا ضد آخر لعُوقب المُتهم لأخيه بدون دليل بتهمة البلاغ الكاذب وإزعاج السلطات ، فما بالنا لو أن المُتهم هذه المرة يتهم الحزب الذي جاءت به إرادة الشعب ، طبعا بعد إرادة الله تعالى ، أي يتهم ويخون الشعب ذاته ، فالشعب هو من خوَّل لهؤلاء أن يحكموه ، الشعب هو من فوض هؤلاء ، فافعل خيرا ننتخبك من أجله بدلا من الكذب والافتراء.
لكن وبرغم ما قلناه لن ينفي ذلك الحرج عن الرئيس مرسي ، خاصةً وأن الوزيرة كلينتون ربما لا تزال تنتظر التعريف المناسب والرئاسي الذي سوف يعكسه الرئيس على من يعارضوا تواجد ضيفته ، وسوف تزيد الحيرة عند السيدة عندما تجتمع بعد ساعات مع رجل آخر من رجالات الحكم في ذات البلد التي خرج منها ثلة من المعترضين على وجودها وتجد أن تلك الأصوات قد خبت تماما ، حينها سوف تعلم أن العيب ليس فيها ، ولا في البلد التي تمثلها ، ولا في الرئيس الذي يستضيفها ، ولكن العيب كل العيب في أصحاب العيب وفيمن استمرئوا العيب وارتضوه منهاج حياة ، فيمن باعوا ضمائرهم لأي دافع ثمن ! فيمن باع ضميره ودينه لسويرس وفي آخر يعرض ضميره على أي عابر سبيل ولا من مجيب    
___________________

بقلم - مصطفى كامل زلوم
  

0 التعليقات:

إضغط هنا لإضافة تعليق

إرسال تعليق

Blogger Widgets

الجزيرة بث مباشر

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More