منشورات المدونة

الخميس، 26 أبريل 2012

الهلفوت يعظ !!



شكرًا أمريكا فقد علمتنا الكيلَ بالمكيالينِ وقد كنَّا منْ قبلُ نسمعُ عنهُ بآذاننا فقط !! ونسقِطهُ على قومٍ آخرين ، أمَّا الآن فقد أمسينا متمَرِّسينَ في ذاكَ الفنِّ المُهين ، الأمرُ الَّذي يجعلُ أجهزةَ إعلامنا المخذولةِ المعتوهةِ المُتفيهقةِ عتهًا وسفهًا تتآمرُ علينا ، وتكيلُ لنا التهمَ ، وبمكيالين أيضًا ،، وعلى الطريقةِ الأمريكية.

منذ فترةٍ وجيزة مرت بنا قضايا كثيرة ،، متشابهة حينا ومتباينة أحيانا ، وكان الحكم الإعلامي عليها مبتورًا حينا ،، و مُخْزي أحيانا ، فمثلا:
لما تمتْرسَ الشبابُ بالميدان منددين ،، مدافعين ،، مطالبين بالبرادعي رئيسًا انتقاليا ،، ثمَّ رئيسًا للوزراءِ ، أو بأي موقعٍ أو مكانٍ يكون فيه (برادعيًا) وتدخلَ الأمنُ من بعيد ، رأينا وسمعنا (غُلاةَ) التلفيق الإعلامي يشهقون وجلًا ،، وينفرون قيظًا ، ويغمزون كمدًا وكيدًا ،، رأيناهم – وكأنهم أبطال – أو كأنهم ثوار ، أو كأنهم مكلومونَ ، أو كأنهم (محترمون) يدافعون باكينَ بدمعٍ كذوبٍ وبعباراتٍ جوفاءَ خرقاءَ (حمراء) عن ثُلةٍ من بني جلدتهم يريدونَ رجلًا على ذاتِ الشاكلةِ ، أن يأتي عنوةً عن باقي القاطرة .
قالوا فيما قالوا: دعوا الشباب يختار !! وكلام كثير مثل هذا .
ودارتْ الأيامُ دورتها ، وفي دورانها العبرُ ، وجاءتْ مشكلةٌ مشابهةٌ لتلكَ المشكلةِ ، وعلى ذاتِ نهجِ المعضلةِ ، وهي مشكلةُ المرشح (حازم صلاح أبو إسماعيل) وقضت عليهِ لجنة ! – وليس لهُ – قضت عليهِ بقضاء يهون (بجوره) القضاءُ والقدر ، وتمَتْرَسَ الشباب ،، ممن يحبون الرجل ويبغونهُ حاكمًا ، شبابٌ مثلُ ذاكَ الشبابِ الذي (تبردع) يومًا خلف (البرادعي) ، أراد الشبابُ أن يقولَ كلمتهُ ويكأنه صدَّقَ الإعلاميين ، لكنَّ الإعلاميين في هذه المرةِ خذلوهُ ،، وليسَ ذلكَ بغريبٍ ، قالَ الإعلاميون: لماذا لا نرضى بالقضاء (الشامخ) !!
ذلكَ القضاءُ الشامخُ الَّذي لم يرضونهُ حكمًا حين قضى بالحبسِ ثلاثة شهورٍ على الممثل (عادل إمام) ذاك (الهلفوت) الذي وثبَ على سُدةِ الفنِ في غفلةٍ منَ الفنِّ الناهضِ الناجعِ ،، وفي غيابٍ من (الإمام العادل) فكان (عادلُ إمامًا) ويا للحسرةِ ،، يا للحسرةِ حين نجدُ عادلَ يفرِّغ جُلَّ طاقتهِ ،، وكل حرفتهِ ،، ومنتهى جلبتهِ ،، في محاربةِ الإسلام فقط لا غيره !!
حين يتطاولُ على السيرةِ النبوية في مسرحية (الواد سيد الشغال) في مشهد (المأذون) ويورد عباراتٍ خائباتٍ خائناتٍ سافلاتٍ مثل: (لكنَّ أبا سفيان كان رجلًا ماكرًا فسلكَ طريق صلاح سالم) أيدري السافلُ منْ هو أبو سفيان ؟
ومشهدٌ آخر حينَ يقول: (ثم ماتت رابعة .. إلخ) ،، أما الكارثةُ فكانتْ في مسرحيةِ الزعيم أو إنْ صحَّ القولُ (الزنيم) ،، حينَ يريدُ أنْ يصورَ لنا غشمَ الحكامِ في المشهد الثاني من المسرحيةِ ،، ويجلسُ على كرسي فخيم ،، ويدورُ حولهُ الكومبارس من فتياتٍ وفتيانٍ يرددون في طوافٍ متواترٍ ، أسماءً حُسنى كأسماءِ اللهِ الحسنى ، ولمَّا اعترضَ البعضُ على هذا الفعل المُشين ، تم حذفُ المشهدِ منَ المسرحيةِ حين عُرضتْ تلفزيون والسلام ختام .
وكانتْ الطامةُ في فيلمِ طيور الظلام ، والذي صَوَّر فيه الشبابَ المسلمَ على فريقينِ ، فريقٌ يقتلُ وفريقٌ يدافعُ عنهُ في المحاكمِ ، منْ خلالِ شخصيةِ (علي الزناتي) المحامي ، ناهيكَ عن فيلم الإرهابي ،، والذي انقضَّ فيهِ على الإسلامِ انقضاضًا منْ خلالِ شخصيةٍ شاذةٍ مقيتةٍ جمعَ فيها كل المتناقضاتِ والأمراض النفسية ، بدايةً من الحلم الذي رآه (الشيخ) في المنامِ وهو يُمارسُ الجنسَ مع جارتهِ الحسناء ،، ثم يقوم ويغتسل ويصلي ،، إلى مُغَالاتهِ في الكيدِ للمعتدلينَ من خلال الهجوم على المجتمع (الفاضل) متمثلًا في الكاتبِ والذي أرادَ المؤلفُ أن يرمز منه لـ (فرج فودة) أو نجيب محفوظ ، والذي هدده (الشيخ) ثم هربَ ليختبئ بعيدًا عن أعينِ الشرطة ، ووصلت بهِ قدماهُ إلى بيت طبيبٍ (معتدلٍ) تلبس بنته التي تعمل في مجال الإعلانات لباسًا قصيرًا طوال اليوم وأمام رجلٍ غريبٍ عنها ،، ثم يأخذ (الشيخ) فتوى أو فسوى من شيخهِ أن يقتحمَ الفتاة غصبًا إنْ لمْ تشأ رغبةً متقَولًا وليس متأولًا .. مقولةٌ غريبةٌ مختصرةٌ في (هم وأولادهم غنيمةٌ لنا) ثم يتوب (الشيخ) الضال في آخر الفيلم ، وبعد أول كأسٍ من خمرٍ في حفلةِ عيدِ الميلاد ، فسبحان من أسكن في الداء الدواء ، (يهلفط) الشيخ ويهذي بكلمات عجيبةٍ ،، ثم يُقحم في النص خطبةَ الحجاج بن يوسف الثقفي (إني أرى رؤوسًا قد أينعت .... إلخ) وبعد الحفلة والخمر يعتدل (الشيخ) ويصبحُ من الفضلاء ، لكنَّ يدَ الغدر تطولهُ ، يدُ الإسلام الغاشم الظالم ، يدُ زملائهِ القدامى الَّذين لا يزالون في غِيهم يعمهون ، والَّذين لم يعرفوا الحق المبين ولم يشربوا الخمر المتين !
طبعًا ولم يخلُ الفيلم من الإشادةِ من طرفٍ خفي بالنصرانية النورانية ، حين مثلًا أنقذَ حياته (هاني) جار الدكتور (النصراني) والذي كان (الشيخ) الظالم مظلمُ القلبِ يريدُ قتلهُ والسطو على بيتهِ ، لكنَّ عناية الله تدخلت ففاجأته نوبة (كُلى) وكان لابد من حقنهِ بحقنة مسكن ، فكان لدى النصراني الطيب الحقنة ، فحقنه متبسمًا راسمًا الصليب (رشمًا) ووشمًا حقيقًا لا كهانة ويا للمهانة !!
كل هذا المشوارِ الفني لم نتطرقْ فيه إلى كمِ القُبلِ والأحضانِ الساخنةِ التي مارسها الفنان ! فكما تعلمون أنَّ الرجل لم تخلُ أفلامهُ من مشاهدَ قبيحةٍ يندى منها جبينُ الحرِّ ، وحتى بعدما بلغ أرذلَ العُمرِ لا يزالُ يهِينُ سنهُ ويتفلُ وجههُ ويبرزُ عَورهُ ،، وكأنَّ الرجلَ لا يستطيعُ مدارةَ خُبثهِ ودناءةَ طبعهِ ،، ولا ُيتورَّعُ عن ذنبٍ فليسَ بعدَ الكفرِ ذنبٌ !! 
ويا للمهانةِ أنْ نرى المتأسلمين كذبًا وزورًا وقولًا مبتورًا ينبرُونَ في خفافةٍ واستخفافٍ ،، وحماقةٍ واستجلافٍ يدافعونَ عنْ الممثلِ ،، ومنْ ورائهم إعلاميين كاذبينَ مُدلِّسينَ ،، يزينُونَ الباطلَ ويلْبِسونَ الحقَّ ثوبَ الضلالِ والقبحَ ثوبَ الجمالِ ، أوليسَ هذا الحكمُ صادرٌ منْ محكمةٍ مصْريةٍ ممنْ أردتم لنا الانصياعَ يا (صيَّاع) لحكْمِها ؟! 
أوليس الفنان مواطنٌ مصري تحت مظلةِ القانون ! أم أنَّنا نحيا هذهِ الأيام قانونَ سكسونيا بولاية سكسونيا بألمانيا ولسنا مصريين مسلمينَ لنا دينٌ ندافعُ عنه أو لا يحق لنا هذا ؟!
إنَّ اليهودَ حثالةُ الشعوبِ وأحطُ عنصرٍ من عناصر الأرضِ ،، ومن ورائهم وأمامهم وخلفهم كلُ أجهزةِ الدعايةِ والإعلامِ في العالم الغربي لا يتركونَ شاردةً ولا واردةً تشيرُ من بعيدٍ أو قريبٍ للساميَّةِ بحرفٍ صغيرٍ بدون نقطة ! رغمَ أن السامية ليست دينًا إنمَّا هي عنصر بشري !
فهل حلالٌ لهم العنصريةُ وحرام علينا التَّدين حتى ولو كان باللسان فقط !! أي حكمٍ هذا وأي عدالةٍ تلك ،، تلك والله قسمةٌ ضيزى لا يرضاها أحطُ البشر !
إنَّ الإعلامَ الزائفَ يطوعُ الحقيقة في الجهةِ التي يبغيها ،، وبالطريقة التي يُحبُها وكأننا بلا رأي وكأن لا عقل لنا .
ثم نتعجب من أمريكا حين تكيلُ بمكيالين !! لماذا ؟! فها نحنُ قد أمسنا مثلها أو ربما تأمركنا أكثرَ من أمريكا ،، فجهاز إعلام أمريكا (فرع) مصر يعملُ على قدمٍ وساقٍ ولا عزاء لمن تلا.

بقلم - مصطفى كامل زلوم




0 التعليقات:

إضغط هنا لإضافة تعليق

إرسال تعليق

Blogger Widgets

الجزيرة بث مباشر

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More