منشورات المدونة

الاثنين، 9 سبتمبر 2013

انزل إلى النهر عسى أن تتطهر!



سيسألنا التاريخ، وستسألنا الأجيال القادمة! وبهذه السهولة فرطتم في مصر؟ وتركتم المساجد تُنتهك وحرمة الدين تدكها الأقدام؟!
وبهذه السهولة تركتم المصاحف تداس بالبيادات! وهرعتم إلى المسلسلات! وبهذه السهولة تركتم الحرية تغتصب على أيدي أقذر مخلوقات الأرض بل ووقفتم على بابها تستمعون لصراخ بكارتها بألم مصطنع! ألم تؤلم نخوتكم دموع الأمهات ولا عِرض البنات ولا دماء الشهيدات؟! هل تكلست الدماء في العروق أم أن ثلج الخوف قد تراكم على الصدور فغدت مجمدة لا حياة فيها؟! أين كانت نعرتك يا أبي وأين كانت شهامة أمي؟! وأخي الكبير أو الذي يريد أن يكون كذلك .. أين كانت شهامته التي جعلته يتصدى لجارنا حينما أراد أن يفتح نافذةً قبالة نافذتنا فحاربه مخافة أن تصبح حرمة بيتنا هملا مستباحا وهو الذي شاهد حرمة بلاده وهي تقتسم بين الأوغاد!
أنا حزين مكسوف يا أبي وأنا ابن عام 2015 على ما حدث في 2013 رغم أني لم أشاهده! والحمد لله أنني لم أشهده! مكسوف بالنيابة عنكم، وأشعر بالخذلان الذي استسغتموه أنتم حينها وكأن شيئا لم يكن وبرود الإنجليز في دمائكم!! أف لكم!

قل له «لا» والله ما كُنّا أبدا جُبناء ولم نكن! قل له: يا بُني لقد صمدنا في ميدان «رابعة العدوية» سابقا .. ميدان «غادة عبد الرازق» حاليا قرابة الشهرين لم يلن جنابنا أبدا! ولم نخشَ التهديدات ولا التوعدات ولا رصاص المدرعات، قابل آباؤك الرصاص بصدور عارية وبقلوب وجلة من الله فقط! .. لقد تسابقت النساء يا أبني على الموت كتسابق نسائهن على الرذيلة، وجرى شبابُنا على الموت كجريان شبابهم على بنات الخنا! لقد دكَّت الآليات الثقيلة اعتصاما سلميا أعزلَ بكل وحشية، وتترس القناصة خلف الدروع الواقية من رد الحجارة ومن قول «الله أكبر»، وتحصن ذكورهم خوفا من «حسبُنا الله» ولم نتمترس ولم نتحصن من رصاصهم المطاطي ولا الحي ولا من سجيل الخرطوش المتساقط!


وفي ميدان «النهضة» سابقا .. «سما المصري» حاليا أحرق الرجال والنساء أحياء، وداست الجرافات على الأجساد، فقرقعت العظام تحت الجنازير وتهتكت اللحوم وكأنها على «وضب» تحت عجلات الحافلات، وعلى أغنية «تسلم الأيادي» شرب القائد نخبَ اللحوم الحلال! شرب الخمر حتى بال على ورق المصحف المتناثر أمام ركام المسجد المحترق! في احتفالية كان الشيطان هو المعد وهو العتاد وهو الرائد والرواد! حتى أمست سيرتنا سيرة حرام بينما كل محرم في حرماتنا غدا حلالا، بداية من السباب بكل ساقطٍ إلى نزع حجاب العفة من على رؤوس الفتيات الصابرات المبتسمات! 


وفي ميدان «رمسيس» سابقا  «فرعون» حاليا وبالمسجد الذي كان قائما مكان «بيت ثقافة الفجالة» حاليا وكان يسمى «مسجد الفتح» حُصر الرجال والنساء داخل المسجد لم يستسلموا بينما لم ينصرهم أحدٌ لأن أحدا لم يسمع بهم! على الرغم من أن نكبتهم كانت «حصرية» ومصيبتهم كانت «فضائية» ففضل الناس متابعة المحرقة على الهواء من أن ينزلوا ليساندوا الضعفاء! إلى ظهر اليوم التالي إذ اعتلى قناص مئذنة المسجد ليضرب رصاصا على المحيطين بالمسجد ويبادله الواقفون الطلق بطلق والنار بنار، فكان من نتيجة ذلك إحراق المحتجزين داخل سيارة الترحيلات «شكرا» لهم على الثبات! بينما لم يصب أحدٌ ممن كان يطلق النار بـ «عيار» !!


ثم عوت السيارات في الأزقة والحارات تقبض على كل مسبح، لدرجة أنّ الناس غدت تسبح وهي تخفي المسبحة داخل طيات الملابس، من داخل فتحة في الثوب! فإن داهمه داهم ترك المسبحة على الأرض وداسها بقدمه وكأنه لا يعرفها ولا تعرفه، بعدما كان يا بُني يقرأ الشباب القرءان في المواصلات العامة، باتت القراءة حرام ففضل الشباب القراءة بجوار النهر، حتى إن فاجئه «مخبر» ألقى بالمصحف في الماء، ولكم طوت المياه مصاحف اختفت فيه، والكارثة لو أن المصحف طفا على صفحة الماء، فهو يومئذ جسم الجريمة، لذا وجب أن يثقله ولو بحذاء، كي يغرق في قاع النهر، فإن أردت أن تتعرف على حجم معاناتنا حينئذ فانزل لقاع النهر، ستجد فيه أسماء البلتاجي وهالة أبو شعيشع وعمار محمد بديع ونور الدين عبد الحافظ وعبد الرحمن عز وأحمد عاصم بيده كاميرا، أنزل للنهر عساك أن تتطهر!! ستخبرك المصاحف الغرقى ورفات الشهداء عن حجم العناء، ستخبرك عما كان! وكفاك من هذا الهوان.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مصطفى كامل زلوم

0 التعليقات:

إضغط هنا لإضافة تعليق

إرسال تعليق

Blogger Widgets

الجزيرة بث مباشر

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More