منشورات المدونة

الأربعاء، 21 نوفمبر 2012

من دولة الرئيس لـ رئيس الدولة !



إلى جانب كل الأحزان التي تلف القصر الرئاسي هذه الأيام، حزنا على الراحلين من أبناء الوطن، وحزنا على الحاقدين من أبناء كيان آخر، وحزنا على رؤوس أموال جمعها أصحابُها خصيصا ليحادون بها الله ورسوله، وحزنا على (دكاكين) إعلام وألسنة أقزام دأبت على
 النشيج الباهت المأجور، والنواح الكاذب، وحزنا على ما آل إليه حال العوام من تفسخ وتشرذم بسبب ما يُصبُ في روعهم كل بُرهة من خداع وتلفيق، يبرز خبرٌ خافت، ولو كان أيام المخلوع لهزَّ الأرض هزا، ألا وهو خبر وفاة شقيقة الرئيس محمد مرسي.


خبرٌ تناقلته وسيلة واحدة غير إعلامية، وهي موقع التواصل الاجتماعي (فيس بوك) وكأنه حديث الناس فقط، وليس لنخبة الإعلام أدنى دخل من قريب أو من بعيد، ويعودُ بي هذا الخبر إلى الأيام الخوالي، عندما مات الحفيد الأول للرئيس السابق المخلوع، محمد علاء مبارك، وإلى كم الأحزان التي لفَّت الشاشات التليفزيونية حينئذ، وإلى ليلة كئيبة ظل فيها الدكتور حسن راتب يندب الخدين طوال الليل من خلال (دكانه) الإعلامي (المحور) معددا مناقب ومآثر الفقيد العظيم، وكيف أن الراحل المفضال (كانت) له أيادٍ بيضاء على العمل العام والعمل الخدمي من خلال جمعية خيرية لها من الفضل الكبير ما لها.


وشرحه على (دكان دريم) لكنّ هذه المرة لم يكن النادب النائح صاحب القناة، لكنها كانت نائحة مأجورة غير ثكلى، كانت تتوسط الجنازة (منى الشاذلي) بردائها الأسود الشفاف ! والقناة الأولى والقناة الثانية والقناة الثالثة والفضائية المصرية الأولى والثانية ومجموعة قنوات النيل، حتى قناة النيل كوميدي تحولت إلى قناة دينية إنشادية ! وقضيناها ليلة (بالطول والعرض) بين تدين مفتعل إلى حزن وندب ونواح لا طائل من ورائه، ناهيك عن لقطات حية من الجنازة الحارة، واستعرض نقدي تعليقي من فضيلة الدكتور سالف الذكر، يوضح فيها للمشاهدين كيف أن الحزن بلغ مبلغا ببيت الرئاسة ما دفع الأب (علاء) والعم (جمال) إلى أن حملا النعش بدلا من طاقم الحرس الجمهوري الذي كان مهيئا لتلك المهمة.


كل هذا فضلا عن ما فعله شيخ الأزهر وبابا الكنيسة من صلوات، فقد دعا شيخ الأزهر وتبتل، وترنم البابا وتختل، ولم تغرب شمس الحداد إلا بعد ثلاثة أيام.
أما الحاجة فاطمة، أمي وأمك، خالتي وخالتك، عمتي وعمتك، التي لفظت أنفاسها داخل مستشفى جامعي حكومي فلها الله، لها الله إن لم يتذكرها شيخ الأزهر ولا بابا الكنيسة، وإن لم ينعها حسن راتب ولا أحمد بهجت، وإن لم تنح عليها منى الشاذلي، وإن لم تفرد لها أي قناة خمس دقائق من وقتها، لها الله الذي سيذكرها فيمن عنده، ولا حاجة لها في ذكر الذاكرين المأجورين، وإنّا للهِ وإنَّا إليه راجعون. 

_________________



بقلم / مصطفى كامل زلوم

0 التعليقات:

إضغط هنا لإضافة تعليق

إرسال تعليق

Blogger Widgets

الجزيرة بث مباشر

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More