منشورات المدونة

الأربعاء، 12 سبتمبر 2012

سيف ساويرس وذهبه !



من أشد وأقسى الاختبارات التي مر بها الرئيس المصري محمد مرسي منذ بروزه للمعترك الرئاسي وفي رحلته من قرية العدوة إلى قصر الاتحادية ، ذلك الاختبار الذي يمر به الآن ، والذي أسأل الله أن يكتب له النجاح والفلاح وأن يلهمه الرشد والتبصر في اجتيازه بأمان وتوفيق.

الاختبار الذي أوقعه فيه نصارى المهجر ، وقد كان الرجل قد تعدى واجتاز الاختبار الأول بسلام ، لا أقول بنجاح ولكن فقط بسلام ، حينما أوقعه مساعدوه ومستشاروه في أزمة مع التيار الديني الإسلامي الكبير ، بدعوته للاجتماع برموز العهر والتفسخ في مصر المسمون بالممثلين أو (المبدعين) ، وتعدى الموقف وكاد أن يُنسى ، وما أن توارى قليلا إلا وجاء الاختبار الثاني البغيض ، والذي يزداد سخونة وشجونا عن الأول بكثير ، فهذا الأخير يمس عِرض رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أي يَمُس كل مسلم ومسلمة في مشارق الأرض ومغاربها ، ويُعدُ هذا الهجوم وإن لم يكن الأول من نوعه هو الأول في عهد الرئاسة التي يراها البعض دينية أو إسلامية ، هكذا يعقد السلفيون آمالهم ، وينتظرون كلمة الرئيس المسلم حافظ القرءان المنتمي لجماعة ناصرت الدين وهي لا حول ولا قوة لها ، فما بالك الآن وهي في سدة الحكم وعلى أعلى سنام الأمر والنهي ؟! ، وهكذا يأمل الشارع المصري المسلم المتدين بطبعه ، ومن بين المنتظرين آخرون متربصون ينتظرون رد فعل الرئيس الإرهابي والمنتمي لجماعة أصولية متشددة ، وعليه يكون الفعل.

إن أمريكا وإسرائيل في الخارج ورجالاتهما من نصارى (ساو يرس) وأطفال (زقلمة) وأتباع (فلباتير) و(متياس) في الداخل مضافٌ إليهم كثير من الليبراليين والعلمانيين والناصريين واليساريين لن يتركوا مصر تهنأ برئيسها ولا دستورها ولا برلمانها ولا نهضتها ولا اقتصادها.
بالأمس القريب وقف حمدين الناصري اليساري الشيوعي حائلا أمام اقتصاد وتقدم البلد ، حينما حذر المستثمرين الأمريكان من الاستثمار في مصر ، مهولا ومبتدعا كلاما ما أنزل الله به من سلطان ، مفاده أن مصر مقدمة على ثورة جديدة وأن الوضع الداخلي لمصر غير مهيأ الآن للاستثمار ، ولم يكن حمدين الحاقد بمفرده ، إنما كان يرد عليه في (جوقته) صوتٌ آخر أكثر نشازا وأقل احتراما وتدينا وأكثر وصولية وحقدا ، وهو ممثل حزب الدستور البردعاوي !
يا لسخرية القدر ، حينما يجتمع العلماني المؤمن بالرأس مالية مع الشيوعي المؤمن بالاشتراكية ، حينما ينساب نهرُ الميسيسيبي (شمال شرق أمريكا الشمالية) ممتزجا ببحر قزوين في روسيا ، حينما يصطلح الخصمان ويلتقي الضدَّان على خصومة الإسلام وأهله !
ولم يقف الوضع عند هذا الحد ، بل أعملت العقارب سمومها وأفرغت الحيات أدرانها بهدف إحراج الرئيس وإقصائه عن هدفه وإبعاده عن طريقه ، فكانت هذه الأزمة التي نمر بها أو تمر بنا ، أزمة سب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وما هي إلا افتعال أزمة واختلاق مشكلة من لا شيء حتى يتحرك الشباب المسلم ، ويتحرق الرئيس المسلم ، ويندفع المشايخ يصرحون ، ويا حبذا من قتلى يُسمون في إعلام الفلول شهداء الكنائس ، وتشتعل الدنيا نارا ، أما إن سكت الرئيس ولم يتكلم ولم يتحرق نارا أمام لهيب الشباب الهادر ، فلن يبكي أحدٌ من الإسلاميين عليه ثانيةً إن سبوه أو شتموه ، ثم يُطور الأمر إلى تشكيك في تدين الرجل ، ومن هنا يلج الشيطان الإعلامي الليبرالي اللعين.

هم أدركوا جيدا أن من حول الرئيس تيارا إسلاميا قويا لا قبل لهم به ، وأدركوا أيضا أن قوة مرسي تكمن في من حوله من رجال ، وأن المشايخ والعلماء الذين يوجعونهم دعاءً لمرسي في حلهم وترحالهم هم سبب شموخ الرجل وعلو أنفه وسداد رأيه ، فكان لابد من فصله عنهم وفصلهم عنه ، لا - بل أغرتهم أحلامهم المريضة بما هو أبعد من هذا نسبا ، بأن يحولوا الدعوات يوما لعداوات ، والشفاعات إلى لعنات ، وأن يصبح الرجل فذا لا جليس ولا ونيس ولا رفيق ، حينها يصبحُ لقمةً سائغةً لهم ، ومن ورائهِ نحنُ بعدما يسقط رمزُنا ، ويخبو أمرنا ، فنصيرُ كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا.
وبعدها يعلنوها صريحةً أن التجربة الإسلامية لم تؤتِ ثمارها وأنّها ذهبت أدراج الريح ، ثم نعود كما كنا حقلا للتجارب مرةً أخرى ، بعدما يدور الدولاب علينا من جديد ، ليبرالية علمانية ثم عسكرية اشتراكية ثم رأس مالية تابعة ذليلة وسوق حقيرٌ لمستصغر التجار ومستحقر البضائع ، ومستودع لكل ضائع ، ثم بقرة ضروع تحلب ولا تأكل ، وتحرث ولا ترعى ، وتسقي ولا تشرب ، وتلد بعد ذلك أموالا ولدا يافعا.
وفي ظل التقلبات تنبت الحشائش وتفقس الحشرات ، فنرى عزا وصفوتا وسرورا.
  وكما قال نابليون بونابرت فتش عن المرأة ، أقولها أنا فتش عن ساويرس عند كل مصيبة ، فليس نصارى المهجر ببعيدين عن سيف ساويرس وذهبه ، وإن كانت حركة أبي حامد الخائبة قد باءت بالفشل الكسيح فإن مخططا كهذا تنفق عليه كبريات أجهرت المخابرات في العالم لن يذهب هدرا – هكذا يظنون – وكل ظنهم أثما.

أبحث وفتش عن ساويرس يا سيادة الرئيس ، فزقلمة ومايكل منير وموريس صادق وكان من قبلهم الهالك (عدلي أبادير) وعلى استحياء (جورج إسحاق)  ما هم إلا دمى في يد ساويرس صاحب المال الغزير ، وهناك أيضا نسخة مسلمة ، أو هكذا تطلق على نفسها من واقع بطاقة تحقيق الهوية ، نسخةٌ تجمع إبراهيم عيسى وأبا حامد وحامدين صباحي وعادل حمودة وحمدي الفخراني وأبا العز الحريري والآخران هما الذراع القانوني لأولئك الموتورين تخصص طعون عجفاء !
إنها الحرب إذن والتي تعلم سيدي الرئيس ونعلم جميعا بأن في الحرب كل شيء مُباح ومستباح إن لم يكن مُباحا ، حتى عِرض النبي الأكرم استباحه وأجتاحه الخاطئون ، وقاتل الله السياسة إن أعمتنا عن هدايتنا وأخرجتنا من حصافتنا وجعلتنا نبيع الغالي بالرخيص ، فنرمي الطيب ونحمل الرثَّ ونلقي المَنَّ ونأكل الغثَّ ونكره الذهب ونُجلي الجصَّ وإنَّا لله وإنَّا إليهِ راجعون.

لن نفقد احترامنا لك ، ولن تفقد حبا فيك ، أما رسول الله ففداؤه أبي وأمي ومالي وعرضي وكل ما أملك في هذه الدنيا ، سينصرهُ الله بنا أو بغيرنا ولن يطاله نبح الكلاب إلا عزًّا ، ولن يؤثر فيه كل ناعق ينعق بما لا يعلم ويهرف بما لا يعرف ، فهو النبي لا كذب ، هو أبن عبد المطلب صلى الله عليه وسلم ورضي عن صحابته وآل بيته.  
_____________

بقلم - مصطفى كامل زلوم   
                   

0 التعليقات:

إضغط هنا لإضافة تعليق

إرسال تعليق

Blogger Widgets

الجزيرة بث مباشر

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More