منشورات المدونة

الأحد، 24 يونيو 2012

مؤتمر الجنس الثالث



حينما يخرج علينا حزب المصريين الأحرار بقيادة سعد الدين إبراهيم .. مُغنيا .. ونجيب ساويرس راقصا .. ومايكل منير عازفا على الكمان .. ويطلب من الإخوان أن يذهبوا إلى الجحيم فهذا شيء عادي .. أن يتراقص أمامنا حمدي الفخراني "بلياتشو" نجيب ساويرس مغردا للمجلس العسكري على "طبلة" مصطفى بكري منددًا بحكم المرشد والدولة الدينية فهذا أيضا عادي .. عندما يبكي أسامة الغزالي ويمسح له الدموع محمد أبو حامد حزنا على الدولة العميقة الذاهبة تحت سنابك الإخوان إلى مزبلة التاريخ .. فأيضا هذا أقل من عادي .. أن يسبِّح محمد أبو حامد بحمد المجلس العسكري الذي هاجمه قديما وحديثا وجمع الخرطوش من أمام وزارة الداخلية ليثبت أن المجلس العسكري متورط في إطلاق الخرطوش على المتظاهرين .. فهذا ممكن أن يكون عاديًا .. أن يتلوا جورج إسحاق التراتيل ويطلق الترانيم ويقيم الصلوات للرب من أجل أن تحل البركة بالمجلس العسكري الذي كان منذ يومين يهتف ضدَّه "يسقط يسقط حكم العسكر" ويعلن استياءه من الإخوان لأنّهم رضوا بالمجلس حليفا دون الشعب الثائر فمن الممكن أن يكون "عاديا" .. أن يجتمع المنافقون حول أحمد شفيق ذاك الأبله لينصبوه رئيسًا رغم أنف المصريين .. فهذا هو لُب العادي المعتاد .. ولا مانع لدينا أن ينقلب المؤتمر الصحفي إلى وصلة "ردح" بلدي سوقي في ندب ونقب الإخوان .. لا مانع لدينا أن يتورط الجمع المُجتمع والمجموع له جموع المجتمعين جميعا في ذكر مناقب الحاضرين و زلات الغائبين .. ولا مانع أن يتحولوا بكامل هيئتهم إلى "شراشيح" بامتياز .. إلى تابعين وبلاطجة مأجورين بامتياز .. فللضرورة أحكام !!
لكن أن يجتمع كل من ذكرت في مؤتمر صحفي ليطالبوا أمريكا بعدم التدخل في شئون مصر الداخلية فهذا غير عادي ..
أن يطلب أولئك المذكورين من الرئيس القادم أن لا يكون عميلا لأمريكا .. فهذا مذهل ..!!
والمذهل الأكبر أن يكون هؤلاء الذين أطلقوا على أنفسهم مسمى "تيار ثالث" هم من يطلقوا هذه الدعاوى وهم تحت الخيمة العسكرية أو تحت "البيادة" العسكرية التي كُتب عليها "صنع في أمريكا" .. فهل يطيقون هذا الاسم هؤلاء "الأحرار"
إنَّها أزمة ضمير تمر بمصر هذه الأيام .. فالأقنعة حينما سقطت لم تكن مفاجئة لي .. لكن الحجج التي أستعملها المُبطلون هي التي كانت مفاجئة ومن نوع جديد .
والسؤال الآن وللدكتور سعد الدين إبراهيم ومايكل منير وأسامة الغزالي ونجيب ساويرس .. .. إلخ
هل تستطيعون "حقا" البعد عن ماما أمريكا ؟ وإن كان الجواب نعم .
فلماذا يا دكتور سعد تخابرت مع هذه الدولة "العدو" وكانت لك قضية مشهورة في التسعينات !! وإن كنت بريئًا .. فلماذا دافعت عنك أمريكا بضراوة ضد مبارك صديقها حتى أفرج عنك ؟
أما المهندس مايكل المتحدث باسم "نصارى المهجر" والذي يستقوى بأمريكا ليصل إلى أهدافه .. هل تستطيع فقدان الدعم الأمريكي ؟
أما نجيب ساويرس فدعني أقول لك .. إن كنت تستطيع البعد عن أمريكا .. فلماذا طلبت من القوى الغربية التدخل في الشأن المصري الداخلي لإنقاذ الأقلية القبطية – على حد تعبيرك – وطالبت بذلك في مؤتمر هولندا الأخير !
أما بكري وأبو حامد والباقون فبدلا من تحذير الرئيس القادم .. والذي أنتم تعلمونه بالضرورة .. والذي أنتم تعرفون أن إعلان فوزه تأخر بسبب عداءه لأمريكا .. حذروا المجلس العسكري – أبن أمريكا الغير شرعي – من هذه التبعية المزرية والموروثة من الأب الغير شرعي أيضًا "مبارك"
لقد أثبتم أنّكم لستم تيارًا ثالثا .. إنما أنتم والله "جنسا ثالثا" والمعنى في بطن الشاعر .
_________________

مصطفى كامل زلوم

0 التعليقات:

إضغط هنا لإضافة تعليق

إرسال تعليق

Blogger Widgets

الجزيرة بث مباشر

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More