منشورات المدونة

الأحد، 12 مايو 2013

الشيخ والكلاب!




د. ياسر برهامي

اعتاد الشيخُ الجليل، أو الذي كان كذلك يوما، أن يوكل غيره بالهجوم على خصومه، كمن يغري كلبا بعظمة كي يعضَّ، ثم يعطيه العظمة! أو لا يعطيه فكلاهما سيَّان عند الشيخ، لكن الأمر سيختلف هذه المرة، فكلب المرحلة الراهنة يختلف كثيرا عن كلاب الأمس!

فضيلة الشيخ «الذي كان» محترما وموقرا وخلوقا، أطلق كلبَهُ على الرئيس المُنتخب في الجريدة التي كانت يوما من جرائد المصريين وكانت يوما لسانُ كل المصريين، بل كان «المصريون» جميعا يصافحونها قبل أن يتصفحونها كل صباح!
ومهما كان تاريخك يا شيخنا فلن يشفع لك «جمال» صوتك عن سوء خلقك!
ولا «سلطان» لك على قلوبنا إن أبغضناك في الله، فالقلوب بين أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء.

في الأمس القريب، كان «نادرا» أن نسمع لك رأيا في السياسة، بل كنت تهرب من هذه المسئولية تماما، ولم يكن لك أدنى مانع في أن تبايع المخلوع على الحكم مدى الحياة، ولا تنسَ أنَّكَ كنت على رأس جيش المنافقين الذين أفتوا بحرمة الخروج على رأس الظلم وعنوانه!
أما الآن فغدوت «بكَّارا» بالآراء ما شاء الله! وقبل أن يُطلب منك ذلك، ويكأنهُ لن تكون دولةً بدون رأيك وتصريحك!

يا شيخنا كن راسخا على الحق، ودع المهادنة جنبا، فذلك والله «أشرف» لك ولمن حولك، أن تكون «ثابتا» على مبدأ، بدلا من أن تصبح هكذا، ضيفا صفيقا أنت وصبيانك على قنوات التفسٌّخ والتردي، القنواتُ التي كنت محاربا لها ولما تقدم! فكيف لك أن تصبح إعلانا من إعلاناتها، ويتخلل حديثك فترات الفواصل، فتخرج عقب قولك فتاة تتقصع وتتلوى وتتبحتر وتتبختر كي تعلن عن «فوط» تستعملها النساء «دائما» في حالاتها الأكثر خصوصية!

أتكون الشهوة للحكم كذلك؟! أم أنها شهوة أخرى! أم أنها عقدةُ الإخوان قد أصابتك وصبيناك وأطفالك! أن تخرج علينا بعباءة «نصف كُم» حاسر الرأس، تحدثنا عن خطر الإخوان القادم، والسيل العارم، والذي سيحرق كل أخضر ويابس للدعوة المزعومة! الدعوة التي خرجت لـ «شج الظهر»! إن كان مُصطلح «شق الصف» يصيبكم بالسعال فلنستبدله!

أخطاؤك ستبدو لك يوما، وستقرأ كتابك بدون تُرجمان، فهل أنت راضٍ عن صحيفتك؟! لا أقصد بصحيفتك التي وظَّفتها للنيل من شرف الرجال! لا بل أقصدُ الصحيفة الأخرى الآخرة، هل راضٍ كل الرضا عنها؟!
هل راضٍ أنت عن إيعازك للإخوان واقتراحك عليهم بـ «لابدية» ترشيح الشاطر، كي تضرب عصفورين بحجر واحد، تضع للشيخ حازم حجر عثرة في طريقه، وتجد الفرصة التي تنقضَّ من خلالها على الإخوان مخازيا إياهم بأنَّهم ليسوا أهلا للوعود الصادقة، فكان ما أردت ولما أعلنوا عن ذلك نكصت على عقبيك ولك «ضراط» وقلت: «مَّا أَنَاْ بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنتُمْ بِمُصْرِخِيَّ» فضربت حازما وشاطرا وجماعة؟

هل أنت راضٍ عن تصويتك للمرشح «سليم العوا» بادئ ذي بدء برغم أنَّهُ المرشحَ الوحيد بين الإسلاميين الذي أعلن صراحةً عن دعمه للتجارة البينية مع إيران! والتقارب السياحي والاقتصادي مع دولة المجوس؟
ثم إعلانك بعدها عن دعمك وحزبك وصوتك ورَجْلِكَ لعبد المُنعم أبو الفتوح، الرجل الذي لم يعد أحدا بتطبيق الشريعة الإسلامية، بل ووعد الليبراليين بمزيد من التحرر، بل وأعلن عن استحسانه للمعازف والأغاني والمُجون! الرجل الذي ثبُتَ كذبه أكثر من مرة، هل أنت راضٍ عن كل هذا؟!

ثم هل أنت راضٍ عن «أحمد شفيق» لن أقول هذه المرة عن تأييدهِ سرًا، والكذب جهرا، ثم ظهور الحق على لسانه والكذب على لسانك!
 وهل أنت راضٍ عن رجالات جبهة الإنقاذ؟! هل أنت راض عن حمدين الناصري؟ وعمرو موسى الليبرالي المخمور؟ والبرادعي العميل المأجور، صاحب السقطات القاتلة؟! والتي لو ذكرتها لما كفاني مُجلد!!
ثم هل «صدقا» وحقا أنت ضد التشيع؟ أم ضد النجاح! وهل أنت ضد القرض ألربوي المزعوم! أم ضد الهيمنة أم ضد الأخونة؟!
 وإن كانت أخونة كما تقول ويصرح صبيانك فمن أين أتيت بتلك الكشوف التي سطَّر فيها أسماء الإخوان، وهم لا قوائم «كانت» لهم ولا بطاقات «كانت» لهم قبل بزوغ نجم الحزب اليافع «الحرية والعدالة» من أين جئت به وأنت الذي كنت شيخا تلزم المسجد ولم يكن لك أي نشاطٍ يُذكر؟! هل كان هناك «أمن دولة» يعمل داخل المسجد يأتي لك بهذه البيانات؟! الله أعلم.

يا شيخنا بالله عليك، هل ترضيك نفسك، وهل أنت راضٍ عنه؟! هذا الذي هو أنت؟!

مصطفى كامل زلوم

0 التعليقات:

إضغط هنا لإضافة تعليق

إرسال تعليق

Blogger Widgets

الجزيرة بث مباشر

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More